إكس ولد أكرك يكتب عن تاريخ إكاون ورموز الفتوة في مجتمع البيظان
إكس ولد أكرك يكتب عن تاريخ إكاون ورموز الفتوة في مجتمع البيظان

إكس ولد أكرك يكتب عن تاريخ إكاون ورموز الفتوة في مجتمع البيظان
اليوم السابع الموريتاني إيگاون
ولعل أهل المنتبذ القصي بالغناء والطرب لاحدود له، فهم أهل صحراء أصاخوا لسيمفونية الرمل وألقوا السمع لحداء الريح، ولم تزل مجالس السمر تقام في ليالي الصحراء الطوال تدار بها آنية الأدب وتدور على الندماء فيها كؤوس من الطرب صافية لا للسلاف ولا للورد رياها. كم فتاة مثل ليلى وفتى كابن الملوح، كلّما حدّث أصغت وإذا قالت ترنّح يستمر الهول وتبسم ليلاه عن ألمى فيهز شيطان الشعر جناحيه:
هذا گافي هون السابع :: واكتن تظحك ل عرادي انگول الثامن والتاسع :: والعاشر وانگول الحادي
كانت للمطربين (إيگاون) مكانة مرموقة في المجتمع فهم السلطة الثالثة تتوسط السلطتين، سلطة السيف وسلطة القلم.. يعلن الحي حالة الطوارئ إن حل بساحته (إيگاون)، وترى طاوي ثلاث عاصب البطن مرمل، إن حل بساحته (إيگاون) مستعدا لذبح ابنه حتى يوفر لهم القرى، وكان إكرام (إيگاون) يأتي على قدر النبل والمروءة ، يُقدح الزناد فتسيل أودية بقدرها.. يروى أن أحد العلماء الصلحاء حل بساحته (إيگيو) ولم يكن يرى جواز الغناء على الآلة، لكنه لأصالة معدنه وكرم محتده رأى – وكان نديّ الصوت – أن يكمل إكرام ضيفه بمباسطته، فلما جن الليل ناده قائلا: سنضع الآلة جانبا ونتناشد أنا وأنت في مدح النبي صلى الله عليه سلم لنعرف أينا أحسن صوتا. وذات أنس حدثنا الإمام الأكبر بداه ولد البصيري فقال: كنت مع شيخي، الشيخ أحمدو ولد أحمذيّ، وكان “يعرّظني” على كثيب خارج الحي، وجاء الأعور ولد انگذي للحي بعدنا، ووضع “آلته”، وخرج نحونا، وما إن أبصر لعور، الشيخ أحمدو، حتى جعل أصبعه في أذنه، وطفق ينشد .. يقول بدّاه، واصفا حال شيخه، الشيخ أحمدو، الذي تملّكه الطرب: “تم ذَا لمرابط يحمار ويخظار” حتى فرغ الأعور من إنشاده. فأعطاه ما قطع به لسانه .. وانصرف. ويقول العلامة محمد باب ولد امحمد ولد أحمد يوره مخاطبا الفنان امحمد ولد انكَذي “لعور”: مگط اطْرَ وإلْتزْ إمعـــاكْ :: ولْ آدم بأعنادُ مَطــاحْ ءُ عندِ عنك زاد أورَ ذاكْ :: من عِبادْ اللهْ الصّـلاّح فأجابه لعور: يالملحوگ إلِّ جاكْ إتغيثْ :: ءُ عالم و امجوّد واسْخِ شاحْ ولِّ عـندكْ منْ لَحاديثْ :: ألاَّ لحاديثْ الصحاحْ وحين تباهر الفنان أحمد ولد بوبَّ جدّو مع ابن عمه سيد أحمد ولد بوبَّ جدُّ وأخواله في شور، تدخل العلامة الأديب السالك ولد الحاج أحمد ديدَ القَلاوي إلى جانب أحمد: يَحْمَدْ مِن لِبْيَاظْ إيلَ طابْ :: خَلِّ عَنّكْ جيهتْ لكحالْ وَاخْبَطْلِ لَعْتيگْ ولَكْلابْ :: و الرَّمگانِ و اخبطْ لرْحالْ وِيلَ درتْ اتروزْ اتكحَّلْ :: مَانَكْ لاهِ بعد اتْزَحَّلْ گومْ امْعَظَّلْ لا تَتْوحَّلْ :: كافِ من لكحالْ أعظالْ اخبطْ بَيْگِ فمْ ؤنَحّلْ :: تَگْنَعْ لَكْ شِعَّارْ التِنحال ويقول العلامة الأديب سِيدِ الْمِصْطَفْ ولد سيدي عبد الله ولد الشيخ المهدي التِنْوَاجِيوي مفضلا أحمد أيضا: يَحْمَدْ يللِّ بيك اتْمَوْنيكْ :: كِلْ أخْلاگ افْ هولْ التنْحالْ يَلِّ مِن سِقْرَكْ گالتْ فيكْ :: فِتْ الناسْ اللاَّهِ ينگالْ كانَكْ نَگرَيتْ افْ كلْ اوقَيتْ :: الْهَولْ إلينْ الْحَگْ لِبْتَيْت سَبَّگ لكْ بَيْگِ واِيلَ جَيْتْ :: اعْلَ رَدّاتُ مانَكْ مَالْ تَمْ افْ لبتيت انشِدْلَكْ بَيتْ :: راهُ ذاكْ اِيجيبْ الِّ قالْ وذات أنس في حلة أهل الشيخ المهدي عند موضع (أشگيگ مقچّوگه) استدعى العلامة الأديب سيدي عبد الله ولد الشيخ محمد المهدي الفنان ملاي إسماعل ولد أبّاشه، ليعزف له قوراس بعدما أعيى الفنانين الكبار: أحمد ولد دندني وصمب ولد السِّيد وأحمد زيدان ولد بوب جدو ومحمد محمود ولد أعل خدجَ فجاء الفنان ملاي إسماعل ولد أبّاشه راكبا على حصان وكان الوقت أصيلا فقال له سيد عبد الله لا تنزل عن ظهر الحصان حتى تعزف لي قوراس، فأخذ ملاي إسماعيل تيدنيتُ وعزف قوراس فقال له سيد عبد الله: تخبط قوراس ابلا انزاع :: جبتُ واتجيب أجنـــاسُ شاعر غيرك فالحگ گاع :: رابط راصِ قــــوراسُ فرحل أهل دندني، فذهب في إثرهم سيد عبد الله بصربة كبيرة وقال مسكريا: ما ايگدْ إعانَدكمْ فَـــــرْ:: شاعرْ استنبَطْ باتمَيْريرْ زَينْ لَخْبيطْ ؤكانْ اكْثَرْ :: فيهْ لَمْدير ؤعادْ اشْريرْ وذات هول في دكار للفنان القدير محمد ولد اشويخ حضره الأمير الدان، عزف محمد وشگر الدان اعليه الكثير من اشگاره في العزف وهي عادة كثيرا ما يمارسها الدان مع إيگاون لبعد غور مشرعه في أزوان، ثم أردف الدان قائلا: آن ابشوفتي أعل إيگاون الگبلة عنهم ما يعرفو اخبيط (الفايز)، هو الفايز حد لاهي يخبطو ارتب الثومة اعل لمهار ويفعل كذا للتشبطن إلين تنورل التدنيت، فغضب محمد ولد اشويخ وطرح التيدنيت قائلا للدان: انت ذا گاع اتبان أخبر فيه أراعيلك التندنيت وأخبطو. و زار الفنان الكبير المختار ولد الميداح الأمير الدان في اندر، وركب أژوان ومدرسة الگبلة تختلف عن مدرسة تگانت بخصوص أردّاس وهو ضرب الجنبة بالاصبع ويكون في مدرسة الگبلة أثناء العزف العادي، لكنه في مدرسة أهل الحوض وتگانت يكون أثناء شد الشور، ولاحظ الدان أن المختار يردس أثناء العزف فأشار له بذلك فأجاب المختار: الشور آن عند المبدَ :: شديتُ شدْ ءُ بيه إثباتْ إرفدتُ فأوقات الرفدَ :: واطرحت فأوقات الطرحات ولم نزل نسمع عن آمسگري ومرظ إيگاون، ندوية احبيب ومرظ أهل الميداح ومرظ أهل اشويخ…. وفي حصرة ” آولِيگْ” قال الأديب الكبير ديديه ولد البصيري لأهل اشويخ: منْ يومْ امْجِيكمْ لاَوْلِيگْ :: الهولْ إلِّ متْبايِنْ بيهْ ابگْيتُ وابْگاوْ لِيگْ :: گاونْ منُّو لِمْحَايِنْ فغضب أهل الميداح فسگراهم الأديب ديديه وخاصة المعلومة: الهول الزين ابلا اخلاط :: ما ينجاه ابلخصومَه ء لكلام الخاسر غير باط :: ينجالُ بالمعلومة ويقول الأديب الكبير الطيب ولد ديدي في مرظ أهل اشويخ: تفجارْ امَّلي زادْ شِيخْــ :: ــصَارَ بيني وأهلْ اشْويخْ والكَرظَ يكانُو ايْـسيخْ :: تطوالْ المودوَّانَ ءُكثرْتْ لردادْ ءٌ بيخْ بيخْ :: وَسَاغَ والعَـنْـعَانَ عنُّو مصيوبْ ءُ ذَا انـْـسَـيْـخْ :: غَانِ عنُّو ملانَ هومَ باطلْ مافيهم الـْــ :: عَـيْـبْ ءُ خَيْمِتْ هَيدانَ منْ هيدانَ ماكط زلْ :: اعْليهم حدْ أحْــرَانَ شِ امنْ الحَـسَانَ زادْ ولْــ :: هَــيدانَ والوزَّانَ كان إيگاون ولا يزالون يحظون بالتبجيل والاحترام، وكلما هم أحد بالنيل منهم تذكر إلياذة الحماسي الخالدة: سلاحْ اللّسنَ كانْ إنَ :: إورثناهْ امنْ أوائِلنَ وكانت فاطمة السالمة بنت البُبّان فنانة عصرها بلا منازع طبقت شهرتها الآفاق وضرب الناس أكباد الإبل لسماع فنها وكانت مضرب المثل في الشهرة والغناء، فما أم كلثوم تغني بنيلها ربيع شباب النيل أوج ربيعه لتبلغ شسع نعلها تماما كالفنانة “مُلة ” بنت آب فنانة عصرها في تگانت فحين زار المناضل الرمز النائب أحمدو ولد حرمه تگانت وهم بالمغادرة أبى عليه أهلها أن يرحل قبل أن تغني له الفنانة مٌلة فزيارة رمز بحجمه لا تكتمل إلا بتلك الحفاوة: أُصَوّرْ لِ گط افْ مِلّه .. حِسّكْ يَ مُلـّه وُمَـوّرْ ولينْ اجبرتك يَ مُلـَّـه :: إلحگتُ شِ ما يُصَوّرْ وكانت لأحد مجاذيب اليداليين وهو المختار ولد محمذن ولد محمد اليدالي أغنية تسمى “عيشه رخمة ” وكان يؤديها أداء بديعا متميزا بصوته النديّ الشجي وكان مجذوبا سليل مجاذيب وقد زكى العلامة محمد فال بن محمذن بن أحمد بن العاقل “ببها” علما هذه الأغنية ضاربا المثل بأن نهجها أعجز القيان بل وأعجز حتى فنانة عصرها فاطمة السالمة بنت الببان يقول ببها: غناية المختار ما مثلها :: غناية من الخنا سالمه قد عجز القيان عن مثلها :: وعجزت فاطمة السالمه يقول فيها العلامة الشاعر امحمد ولد أحمد يوره: من يدعي لابنة الببان مشبهة :: عند اللقاء بإذن الله ينهزم إذا التقت من عيون الناس أربعة :: فإن واحدة منهن تحتشمُ وقد توفيت فاطمة السالمة ودفنت عند “تندگصالَ” شمال مدينة روصو، وقد رثاها امحمد ولد أحمد يوره بقوله : يا روضةً عند “تندگصالَ” حُيّيتِ :: ومن أذًى وصدًى في القبر نُجّيتِ يا ذات صَوت وصِيت عند فقدهما :: لم يبق في الحي من صوتٍ ولا صٍيت تزوج الشريف ولد الصبار المجلسي في الأشياخ “أهل الشيخ سعد بوه”،من السيدة الحِجّه بنت الشيخ، وذات أنس انعقد مجلس طرب للفنانة فاطمة السالمة وكان امحمد ولد أحمد يوره حاضرا مع أعيان لشياخ وحين رُكّب أزوان وتربعت فاطمة السالمة قام الشريف عن المجلس تاركا بيتين: لا تعجبوا من قيامي عن مغنية :: إذا شدت قال ربات المزامر: “كُمْ” فقد يليق بكم ما لايليق بنا :: وقد يليق بنا ما لا يليق بكم وحين بلغ بالقوم الطرب مبلغه وفطمة السالمة تطويهم وتنشرهم وهم صرعى تخال أمردهم نشوان من طرب والشيخ من هزه عطفيه نشوانا، نظر امحمد وهو الضيف غير المعني نظرةٌ ثاقبة مِن مُقلَةِ خبيرٍ قل من ينظر بها، وقال بيتين مغلفين بمسحة صوفية لا يَحجبُهما عن القلب حاجب: تكون لك الدنيا مواعظ كلها :: إذا أنت لم تحكم لها بالظواهر ومن كان ذا لُبٍ فسيان عنده :: صفوف البواكي واصطكاك المزامر انقضى الهول وانفض السامر ومضى كل إلى غايته، كان الشيخ سيداتي بن الشيخ سعدبوه متزوجا بالسيدة آمنة بنت محمدفال بن ألمين بن محمذن بن آبني من “تمگله”، وله منها ابنة هي اسْحِيَه بنت سيدات، وتزوجها بعده العلامة زين بن اجّمد اليدالي ورحل بها إلى الزيرة قرب كرمسين حيث محظرته، وذات نجعة إلى كرمسين والزيرة مرالشيخ سيداتي قرب “حي لمرابط ” وتطلق على حيّ زين بن اجمد ومحظرته فقرر المرور على زين والسلام عليه وعلي ابنته ربيبة زين ممتثلا قولة العلامة حامدٌ بن محمذن بن محنض باب بن اعبيد إن من غاب – أي ارتحل بحثا عن الميرة والزاد – ولم يلق زين بن اجّمد فكأنما رجع بخفي حنين. استقبل ابن اجّمد ضيفه الشيخ سيداتي بما يليق من الحفاوة وأثناء المفاكهة في حديث طابت أفانينه من كل جانب ورقت حواشيه، قال الشيخ سيداتي لزين هل سمعت بيتي اشريف ولد الصبار لامحمد ولد أحمد يوره وتعريضه به في مجلس الطرب بأنه قد يليق بامحمد مالا يليق به؟ وكأنما أخذت العلامة زين نفسية أو حمية لولد أحمد يوره فأجاب الشيخ سيداتي بقوله: الأبيات ليست موجهة لامحمد فقال سيداتي : لمن إذن ؟ فقال زين: الأبيات موجهة إليكم أنتم فامحمد خاطر وبراني والهول منعقد عندكم أنتم أهل الشيخ سعدبوه وفي خيامكم واشريف نسيبكم زوج ابنتكم فالأمر شأن داخلي لاعلاقة لولد أحمد يوره به وإن كان امحمد يضيف ابن اجّمد قد أجاب بطريقة غير مباشرة من خلال بيتيه ” تكون لك الدنيا مواعظ كلها ” . سكت الشيخ سيداتي وحين رجع للنمجاط قصّ فحوى مادار بينه وبين زين بن اجّمد على أبيه الشيخ سعد بوه فكأن الشيخ سعدبوه “لم يتمونكْ” لكنه لنبل معدنه فرح أيضا لوجود ما يعاب عليه متمنيا أن يجد ألف هاج من طراز الشريف، يقول الشيخ سعدبوه: أخبرني سيداتِ أن ابن اجّمدْ ::أخبره أن الشريفَ لافندْ بشعره الجيد قد هجاني :: جزاه ربي أحسن الإحسان يا ليتني وجدت ألفَ هاج :: مثل الشريف النيّر المنهاج كلهم يُظهر ما فيها خفَا :: لعلها تأخذ نهج المصطفى ويخبرونها بأنها تموت :: غدا وأن كل ذا سوف يفوتْ قال اولاد ديمان إن الشيخ سعد بوه غلبهم في الحلم، فهم يسكتون عن المسيء، وهوزاد بالمدح والدعاء الصالح. قال محمد مالعينين في المجلس إن حذف التاء مع جمع المؤنث السالم في قول الشريف…قال ربات. مخالف لمذهب سيبويه وجمهور البصريين. لاحظ أحد الزملاء ملاحظة وجيهة، قائلا: رغم انسحاب العلامة اشريف ولد الصبار عن مجلس الهول فإنه أشاد بالفنانة فاطمة السالمة بقوله: إذا شدت قال ربات المزامر: “كُمْ” وهذه لعمري شهاة لاتعادلها إلا شهادة القاضى حامد بن ببها لتكيبر بنت أعمر امبارك: فما مزهرُ المَـيْلَا ببغداد حاكيا :: لمزهرك الأسنى ولا هو ناسخ وإن تأتِ للشادين فالحال منشد :: (إذا صرصر البازى فلا ديك صارخ) كامل الود من صفحة العملاق إكس ولد إكريك