آراءأخبار وطنيةاخبار الولاياتثقافةمقالاتولنا كلمة

لقد آن للإعلام الرسمي أن يثق في الحكومة

لقد آن للإعلام الرسمي أن يثق في الحكومة

لقد آن للإعلام الرسمي أن يثق في الحكومة (الصفحة مقرصنة)..

اليوم السابع الموريتاني في كل مرة تحل فيها الحكومة مشكلة بسيطة أو عويصة، لا يجد ذلك الحل كبير تغطية إلا في الإعلام الحكومي، الذي لم يطرح المشكلة أصلاً ولم يعرها أي أهتمام قبل حلّها..
غالباً يتم طرح المشاكل من طرف أصحابها في وسائل التواصل الاجتماعي أو عبر الإعلام المستقل، وعند حلها يعود أصحابها للصمت، ويغيب الحديث عنها في المنابر التي طرحتها إبتداءً، ويبقى الرأي العام محتفظاً بالدعاية السلبية التي واكبت طرحها..
حديث وسائل الإعلام الرسمية عن الحل دون طرح المشكلة أصلاً غير مجدٍ بتاتاً، بينما كان سيعطى نتيجة إيجابية لو أنه واكب المظلمة أو المشكلة إلى اليوم الذي يتم إنصاف أصحابها أو حلها..
يوهمنا الإعلام الرسمي بأن لا مشكلة ولا مظلمة، وذلك منذ حزب الشعب وحتى اليوم، ثم يريد منّا أن نُصدقه بأنّ مشكلة ما تم حلها؟ أين كانت هذه المشكلة؟
ما يزال الإعلام الرسمي، غير واثق في الحكومة التي تصرف عليه، كيف ذلك؟
لو كان واثقاً في حرصها على حلّ مشاكل المواطنين لكان طرَح تلك المشاكل، لدرجة أن الإعلام الحر أصبح بديلاً موثوقاً لدى الرأي العام..
نحن المتغزونين، على سبيل المثال، مقتنعون منذ الوهلة الأولى بعناية الحكومة بهموم الطبقات الهشة، بدليل كون كل البرامج موجهة لتلك الطبقات..
تصوروا أن ولد الغزواني مقبل على توفير الضمان الصحي لخمسين الف أسرة متعففة، بالإضافة إلى مئات الآلاف الذين استفادوا من التأمين الصحي في مأموريته الرئاسية الأولى..
سيتحدث الإعلام الرسمي عن الموضوع يوم إعلانه، لكن ما ضرّه لو أرسل فرقاً صحفية إلى المستشفيات لمتابعة معاناة من لا يتوفرون على تأمين صحي مثلاً، لكي نفهم أهمية توفير هذا التأمين لهم..
ما ضرّه قبل ذلك لو واكب وصول مريض فقير إلى الحالات المستعجلة ليفهم المتلقي أن جميع مستلزمات العلاج في الحالات المستعجلة مجانية؟ هل يخاف من أن يكون هذا الأمر كذبة؟ ما الضير في كشف كذبة ستجد حلاً حال وصولها إلى السلطات؟
تصوروا أن مشاكل جمة طرحها المستثمرون في التنقيب الأهلي عن الذهب وأنها وجدت حلولاً ناجعة من طرف الحكومة.. لم يسهم الاعلام الرسمي في طرح تلك المشاكل، في الوقت الذي تحدث بإسهاب عن حلها.. هل هناك أوامر بعدم إثارة مشاكل المواطنين في الاعلام الرسمي؟ لماذاً يطلب منه تثمين الحلول؟
تصوروا أن ولد الغزواني بصدد الإعلان عن إنهاء معاناة قرابة الفيْ عامل عقدوي، في الاعلام الرسمي، ما بين صحفي وفني وسائق وحارس وفراش، ومع ذلك لم نسمع من المؤسسات الإعلامية الرسمية، في يوم من الأيام، أن هذا الكم من طواقمها يعمل بأجور زهيدة، وبدون عقود رسمية وبدون حقوق، وذلك منذ أمد بعيد.. بعضهم أصبح قريباً من سن التقاعد..
ألف وسبع مائة من المعيلين للأسر، سيصبحون موظفين عموميّين بعد أيام قليلة، لم نكن لنشعر بحل مشكلتهم لو أنهم مازالو يواصلون المطالبة بتلك الحقوق المشروعة..
لا يتعلق الخلل بفترة إدارات المؤسسات الرسمية الحالية، فليس بوسع منت سيدي هيبه، ولا ولد اعلاده، ولا چا ملل غير اتباع التعليمات الراهنة أو سنن من قبلهم من المديرين، الذين لم تصلهم أوامر بالإقلاع عن النهج القديم، نهج الاعلام الرسمي في أيام الحرب الباردة، ومضامين صحيفة (لبرافدا) السوفيتية.
اليوم دشن ولد الغزواني محطة لإنتاج الطاقة الكهربائية في نواكشوط، وبسعة كبيرة، ستساعد، في ظرف عام ونصف، في زيادة قوة التغطية، فلو كان الإعلام الرسمي قد أخبرنا يوماً أن نواكشوط بحاجة ولو لقليل من الطاقة الكهربائية، لفهمنا أهمية هذه المحطة..
تبذل وسائل الإعلام الرسمية جهوداً مضنية في إنتاج التقرير والبرامج والنشرات الجيدة شكلاً ومضموناً، لكننا لا نتبعها إلا لنعرف “الاجراءات الخصوصية المتخذة في مجلس الوزراء ” لسبب بسيط وهو أنها لا ترافقنا في الضراء.. وتريد منا الإنصات لأخبار السراء فقط..
إعلام اليوم هو إعلام القرب من المواطن، وليس إعلام التلقين ..
اليوم سنسير في مسيرة الميثاق الوطني من أجل الحقوق، وستتم تغطية الحدث من طرف الاذاعة والتلفزيون ووكالة الأنباء، لأن رئيس حزب الدولة سيكون حاضرا، وكأن هذا الميثاق وليد اللحظة، وكأننا لم نسر في هذه المسيرة منذ سنوات، املاً في إيصال أصوات المهمشين، التي وصلت بالفعل، وتم حملُها على محمل الجد، بدليل البرامج الاجتماعية لحكومات ولد الغزواني.
مشاكل عديدة تم حلها، وأخرى في طريقها إلى الحل، دون أي دور لإعلام الحكومة في طرحها، ومع ذلك يراد منه تسويق الحلول، وإقناع الرأي العام بنجاعة العمل الحكومي.. من لبعر ..
والصفحة مقرصنة..

عبد الله اتفغ المختار..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى